التنظيم النسوي التقاطعي
يواجه التنظيم النسوي التقاطعي في لبنان أزمات متعدِّدة، منها الانهيار الاقتصادي والمالي، بالإضافة إلى الظلم المُمَنهَج الذي فاقمته جائحة كورونا. أثّرت هذه التحديات بشكل غير متناسب على المجتمعات المُهمَّشة، بما في ذلك النساء، وعاملات المنازل المهاجرات، واللاجئين/ات السوريين/ات، والفلسطينيين/ات الذين يعيشون في لبنان. علاوة على ذلك، تم التعتيم على عملهم وهيئاتهم من خلال طرق الإنتاج الرأسمالية الاستخراجية، بينما تعمَّدت أنظمة السلطة تظهيرهم كسبب الأزمة، موجِّهةً انتباه الجمهور نحوهم، مجتمع تلو الآخر، في محالة للتغطية على فشل الدولة الليبرالية. لقد واجهت المجموعات والحركات التنظيمية الموجودة اليوم صعوبات في إدارة مواردها المحدودة والمتناقصة، بينما استمرّت في دعم المجتمعات المُهمَّشة التي يزيد وضعها سوءاً. علاوة على ذلك، واجه المنظمون ردود فعل مُصطَنَعة وغير مسبوقة من المجتمع، بسبب حالة الذعر الأخلاقي التي هندستها المؤسسات الرسمية، مثل الدولة، والجماعات اليمينية المدعومة من قِبل مسؤولين في الدولة. اتُّهم المنظِّمون/ات النسيوين/ات بشكل خاصّ بتهديد المجتمع اللبناني، وقِيَم الأسرة ومجموعات هوياتية صغيرة أخرى. تقف حالات الذعر الأخلاقي هذه الآن ضدّ العمل التضامني الملموس. إلّا أنّ رغم هذه التحديات، يصرّ المنظمون/ات على الالتزام بالوصول إلى مختلِف الحركات والمجتمعات لتحدّي الوضع الراهن، وبناء أنظمة الرعاية والدعم المتبادَل، فضلاً عن شبكات الأمان والعمل الجماعي. تهدف هذه الجهود الجماعية إلى تفكيك أنظمة البطش والرأسمالية، والمعيارية الجنسية المغايرة، والأزمات الاقتصادية والبيئية، التي تشكّل خطّاً يربط جميع المظالم الراهنة. في المشهد الاجتماعي والسياسي اللبناني المعقَّد، تُعتبَر التدخلات النسوية دقيقة وحسّاسة. يقدّم هذا البرنامج مساحة للنشطاء والشبكات النسوية لتطوير الأدوات والمعرفة اللازمة لتفكيك النظام الاقتصادي والاجتماعي الحالي. ترتكز محاور عمل البرنامج بشكل رئيسي على ثلاثة محاور: عروض أفلام نسوية، جلسات (حلقات نقاش، ندوات، ورش عمل)، ومنشورات (نصوص تحليلية، قصص مصورة، بحوث، ومقالات رأي).